الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17380 باب النفير وما يستدل به على أن الجهاد فرض على الكفاية ، قال الله - جل ثناؤه : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى ) .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، حدثني عبد الكريم : أنه سمع مقسما - مولى عبد الله بن الحارث - يحدث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) عن بدر والخارجون إلى بدر : لما نزلت غزوة بدر ، قال عبد الله بن جحش الأسدي ، وعبد الله بن شريح - أو شريح بن مالك بن ربيعة بن ضباب هو ابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله ، فهل لنا رخصة ، فنزلت : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ) ( فضل الله المجاهدين ) ( على القاعدين درجة ) فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ) القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر . أخرج البخاري في الصحيح أول الحديث دون سياقته من وجهين آخرين ، عن ابن جريج .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي - رحمه الله ) : وبين إذ وعد الله القاعدين غير أولي الضرر الحسنى ؛ أنهم لا يأثمون بالتخلف وأبان الله - جل ثناؤه - في قوله في النفير حين أمر بالنفير : ( انفروا خفافا وثقالا ) وقال : ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ) وقال : ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ) فأعلمهم أن فرضه الجهاد على الكفاية من المجاهدين ، وأبان أن لو تخلفوا معا أثموا معا بالتخلف بقوله تعالى : ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ) .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية