الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أن توزون التركي كان [رئيس الجيش] وأمير الأمراء ، وتقلد الشرطة ببغداد ، وكانت بينه وبين المتقي وحشة فخرج المتقي إلى ناحية الموصل ودخل توزون من واسط إلى بغداد ، فأخذ أموال أهل بغداد ، وأخذ من دعلج العدل مائة ألف درهم ، وأقام المتقي عند بني حمدان واستدعاهم لحرب توزون ، فلما أقبلوا على حربه خرج توزون فكسرهم ، ثم كاتب المتقي يسأله أن يرجع إلى بغداد فلم يقبل ، وأقام بالرقة ، ثم ظهر له من بني حمدان تضجر به ، فبعث إلى توزون يطلب الصلح فتلقى [توزون] ذلك بأتم رغبة فبعث إليه المتقي من يستحلفه ، فحلف أيمانا مؤكدة ثم أعاد إليه من يعيد اليمين فحلف ، فلما قدم المتقي فبلغ السندية تلقاه توزون فقبل الأرض وقبل يده ، ثم ركب وسار معه و [قد] وكل به وبجماعته الديلم ، وحصرهم في مضربه وقبض عليهم ، واستحضر عبد الله بن المكتفي فبويع له ، ولقب: المستكفي بالله ، وبايعه المتقي بعد أن أشهد على نفسه بالخلع في يوم السبت لعشر بقين من [صفر] هذه السنة ، وسلم إليه المتقي فأخرج إلى جزيرة بين يدي السندية على نهر عيسى ، فسمل في يوم خلعه ، وكانت [مدة] خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهرا ، ولم يحل الحول على توزون [بعد أن فعل ذلك] .

التالي السابق


الخدمات العلمية