الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ورأى المجرمون النار [ 53 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        الأصل رأي قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ولهذا زعم الكوفيون أن رأى يكتب بالياء ، واتبعهم على هذا بعض البصريين ؛ فأما البصريون الحذاق - منهم محمد بن يزيد - فإن هذا كله يكتب عندهم بالألف . قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : لا يجوز أن يكتب : مضى ، ورمى ، وكل ما كان من ذوات الياء إلا بالألف ، ولا فرق بين ذوات الياء وذوات الواو في الخط ، كما أنه لا فرق بينهما في اللفظ ، وإنما الكتاب نقل ما في اللفظ ، كما أن ما في اللفظ نقل ما في القلب ، ومن كتب ذوات شيء من هذا بالياء فقد أشكل وجاء بما لا يجوز ، ولو وجب أن تكتب ذوات الياء بالياء لوجب أن تكتب ذوات الواو بالواو ، وهم مع هذا يناقضون فيكتبون " رمى " بالياء ، و " رماه " بالألف ، فإن كانت العلة أنه من ذوات الياء وجب أن يكتبوا " رماه " بالياء ، ثم يكتبون " ضحا " ، و " كسا " - جمع كسوة - ، وهما من ذوات الواو بالياء . وهذا لا يحصل ، ولا يثبت على أصل . قال : فقلت لمحمد بن يزيد : فما بال الكتاب وأكثر الناس قد اتبعوهم على هذا الخطإ البين ؟ قال : الأصل في هذا من الأخفش سعيد ؛ لأنه كان رجلا محتالا للتكسب ، [ ص: 462 ] فاحتال بهذا وهو الكسائي ، فهذا هو الأصل فيه . وحكى سيبويه أنه يقال : راء يا هذا ، على القلب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولم يجدوا عنها مصرفا ) ويجوز " مصرفا " على أنه مصدر ، وكسر الراء على أنه اسم للموضع ، والمعنى : ولم يجدوا موضعا يتهيأ لهم الانصراف إليه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية