الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما

                                                                                                                                                                                                "غراما" هلاكا وخسرانا ملحا لازما ؛ قال [من المتقارب ] :


                                                                                                                                                                                                ويوم النسار ويوم الجفار فكانا عذابا وكانا غراما



                                                                                                                                                                                                وقال [من الخفيف ] :


                                                                                                                                                                                                إن يعاقب يكن غراما وإن يعـ     ـط جزيلا فإنه لا يبالي



                                                                                                                                                                                                ومنه : الغريم : لإلحاحه ولزامه . وصفهم بإحياء الليل ساجدين وقائمين ، ثم عقبه [ ص: 370 ] بذكر دعوتهم هذه ، إيذانا بأنهم مع اجتهادهم خائفون مبتهلون إلى الله في صرف العذاب عنهم ، كقوله تعالى : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة [المؤمنون : 60 ] ، "ساءت" في حكم "بئست " ، وفيها ضمير مبهم يفسره : مستقرا . والمخصوص بالذم محذوف ، معناه : ساءت مستقرا ومقاما هي . وهذا الضمير هو الذي ربط الجملة باسم إن وجعلها خبرا لها . ويجوز أن يكون "ساءت" بمعنى : أحزنت . وفيها ضمير اسم إن . و "مستقرا" حال أو تمييز ، والتعليلان يصح أن يكونا متداخلين ومترادفين ، وأن يكونا من كلام الله وحكاية لقولهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية