الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2179 ) فصل : ولا بأس أن يأكل المعتكف في المسجد ، ويضع سفرة ، يسقط عليها ما يقع منه ، كي لا يلوث المسجد ، ويغسل يده في الطست ، ليفرغ خارج المسجد ، ولا يجوز أن يخرج لغسل يده ; لأن له من ذلك بدا . وهل يكره تجديد الطهارة في المسجد ؟ فيه روايتان : إحداهما ، لا يكره ; لأن أبا العالية قال : حدثني من كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم قال : أما ما حفظت لكم منه { ، أنه كان يتوضأ في المسجد . } وعن ابن عمر ، أنه قال : { كان يتوضأ في المسجد الحرام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء } .

                                                                                                                                            وعن ابن سيرين ، قال : كان أبو بكر وعمر ، والخلفاء يتوضئون في المسجد . وروي ذلك عن ابن عمر ، وابن عباس ، وعطاء ، وطاوس ، وابن جريج . والأخرى ، يكره ; لأنه لا يسلم من أن يبصق في المسجد أو يتمخط ، والبصاق في المسجد خطيئة ، ويبل من المسجد مكانا يمنع المصلين من الصلاة فيه . وإن خرج عن المسجد للوضوء ، وكان تجديدا ، بطل لأنه خروج لما له منه بد ، وإن كان وضوءا من حدث ، لم يبطل ; لأن الحاجة داعية إليه ، سواء كان في وقت الصلاة أو قبلها ; لأنه لا بد من الوضوء للمحدث ، وإنما يتقدم عن وقت الحاجة إليه لمصلحة ، وهو كونه على وضوء ، وربما يحتاج إلى صلاة النافلة به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية