الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ( 29 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن هؤلاء المشركين العادلين به الأوثان والأصنام ، الذين ابتدأ هذه السورة بالخبر عنهم . [ ص: 323 ]

يقول - تعالى ذكره - : " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا " يخبر عنهم أنهم ينكرون أن الله يحيي خلقه بعد أن يميتهم ، ويقولون : " لا حياة بعد الممات ، ولا بعث ولا نشور بعد الفناء " . فهم بجحودهم ذلك ، وإنكارهم ثواب الله وعقابه في الدار الآخرة ، لا يبالون ما أتوا وما ركبوا من إثم ومعصية ، لأنهم لا يرجون ثوابا على إيمان بالله وتصديق برسوله وعمل صالح بعد موت ، ولا يخافون عقابا على كفرهم بالله ورسوله وسيئ من عمل يعملونه .

وكان ابن زيد يقول : هذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن هؤلاء الكفرة الذين وقفوا على النار : أنهم لو ردوا إلى الدنيا لقالوا : " إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين " .

13184 - حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " وقالوا حين يردون : " إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية