الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد

                                                                                                                                                                                                                                      الله بالجر عطف بيان للعزيز الحميد لجريانه مجرى الأعلام الغالبة بالاختصاص بالمعبود بالحق [ ص: 31 ] كالنجم في الثريا. وقرئ: بالرفع على هو الله، أي: العزيز الحميد الذي أضيف إليه الصراط الله الذي له ملكا وملكا ما في السماوات وما في الأرض أي: ما وجد فيهما داخلا فيهما، أو خارجا عنهما، متمكنا فيهما كما مر في آية الكرسي ففيه على القراءتين بيان لكمال فخامة شأن الصراط، وإظهار لتحتم سلوكه على الناس قاطبة، وتجويز الرفع على الابتداء; يجعل الموصول خبرا مبناه الغفول عن هذه النكتة. وقوله عز وجل: وويل للكافرين وعيد لمن كفر بالكتاب، ولم يخرج به من الظلمات إلى النور بالويل. وهو نقيض الوال، وهو النجاة. وأصله النصب، كسائر المصادر، ثم رفع رفعها للدلالة على الثبات كسلام عليك. من عذاب شديد متعلق بويل على معنى: يولولون، ويضجون منه. قائلين: يا ويلاه. كقوله تعالى: دعوا هنالك ثبورا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية