الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما

                                                                                                                                                                                                يحتمل أنهم ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا يحضرونها ولا يقربونها ، تنزها عن مخالطة الشر وأهله ، وصيانة لدينهم عما يثلمه ؛ لأن : مشاهد الباطل شركة فيه ، ولذلك قيل في النظارة إلى كل ما لم تسوغه الشريعة : هم شركاء فاعليه في الإثم ؛ لأن حضورهم ونظرهم دليل الرضا به ، وسبب وجوده ، والزيادة فيه ؛ لأن الذي سلط على فعله هو استحسان النظارة ورغبتهم في النظر إليه ، وفي مواعظ عيسى بن مريم -عليه السلام- إياكم ومجالسة المخطائين ، ويحتمل أنهم لا يشهدون شهادة الزور ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . وعن قتادة : مجالس الباطل ، وعن ابن الحنفية : اللهو والغناء . وعن مجاهد : أعياد المشركين . اللغو : كل ما ينبغي أن يلغى ويطرح . والمعنى : وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به . مروا معرضين عنهم ، مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم ، كقوله تعالى : وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين [القصص : 55 ] وعن الحسن -رضي الله عنه - : لم تسفههم المعاصي . وقيل : إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا وصفحوا . وقيل : إذا ذكروا النكاح كنوا عنه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية