الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تقرر ذلك من علمه سبحانه وقدرته، تسبب عنه أن يقال -وهو كما تقدم في أن المراد الأمة لبلوغ [الأمر] منهم كل مبلغ، خوطب به الرأس ليكون أوقع في قلوبهم: فلا تحسبن الله [ ص: 438 ] أي الذي له الكمال كله، فإن من ظن ذلك كان ناقص العقل مخلف وعده رسله في أنه يعز أولياءه ويذل أعداءه ويهلكهم بظلمهم، ويسكن أولياءه الأرض من بعدهم; ثم علل ذلك بقوله - مؤكدا لأن كثرة المخالفين وقوتهم على تمادي الأيام تعرض السامع للإنكار: إن الله أي ذا الجلال والإكرام "عزيز" أي يقدر ولا يقدر عليه ذو انتقام ممن يخالف أمره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية