الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            39 - 32 - باب الحث على طلب الجنة .

                                                                                            17348 عن أبي موسى : أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فقال : " أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل ؟ ! " . فقال أصحابه : وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله ؟ ! فقال : " إن موسى حين أمر أن يسير ببني إسرائيل ضل الطريق ، فسأل بني إسرائيل : ما هذا ؟ فقال علماء بني إسرائيل : إن يوسف حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه ، فقال لهم موسى : وأيكم يدري أين قبر يوسف ؟ فقال له بنو إسرائيل : ما يدري أين قبر يوسف إلا عجوز بني إسرائيل ، فأرسل إليها فقال : دليني على قبر يوسف ، فقالت : لا والله ، حتى تعطيني حكمي ، قال : وما حكمك ؟ قالت : أكون معك في الجنة ، فكأنه ثقل ذلك عليه ، فقيل له : أعطها حكمها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء ، فقالت : انضبوا هذا المكان ، فلما أنضبوه قالت : احفروا في هذا المكان ، فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف - صلى الله عليه وسلم - فلما استقلوها من الأرض إذ الطريق مثل النهار " .

                                                                                            رواه الطبراني ، وأبو يعلى ولفظه : عن أبي موسى

                                                                                            قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فأكرمه ، فقال : " ائتنا " ، فأتاه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " سل حاجتك " ، فقال : ناقة نركبها ، وأعنز يحلبها أهلي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟ ! " ، فقال : " إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق ، فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله : أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا ، قال : فمن يعلم موضع قبره ؟ قال : عجوز من بني إسرائيل ، فبعث إليها فأتته [ ص: 171 ] فقال : دليني على قبر يوسف ، قالت : حتى تعطيني حكمي ، قال : وما حكمك ؟ قالت : أكون معك في الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك ، فأوحى الله إليه : أن أعطها حكمها . فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت : انضبوا هذا المكان ، فأنضبوه ، قالت : احتفروا واستخرجوا عظام يوسف ، فلما أقلوها إلى الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار .

                                                                                            ورجال أبي يعلى رجال الصحيح ، وهذا الذي حملني على سياقها .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية