الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه ورد الخبر بحرب جرت بين أبي عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلوي وبين المصريين بمكة ، وكانت على المصريين ، وقتل أمير مكة ، وتم الحج في هذه السنة على طمأنينة ، وأقام أهل مصر الخطبة للمصري وقت الظهر يوم عرفة ، وأقام العلوي الخطبة بعد الظهر لركن الدولة ومعز الدولة ، ورفع إلى أبي محمد الحسين بن محمد المهلبي أن رجلا يعرف بالبصري مات بمدينة السلام ، وكان إماما للعزاقرية ، وهو صاحب أبي جعفر محمد بن علي المعروف: بابن أبي العزاقر ، وكان يدعي حلول روح أبي جعفر بن أبي العزاقر فيه ، وأنه قد خلف مالا جزيلا ، وأن له أصحابا وثقات يعتقدون فيه الربوبية ، وأن أرواح الأنبياء والصديقين حلت فيهم ، فتقدم بالختم على منزله والقبض على هذه الطائفة ، وكان في الطائفة شاب يعرف: بابن هرثمة يدعي له أن روح علي بن أبي طالب حلت فيه ، وامرأة يقال لها: فاطمة ، تدعي أن روح فاطمة عليها السلام حلت فيها ، وأخرى يقال لها فاطمة الصغرى [تدعي أن روح [ ص: 88 ] فاطمة الصغرى حلت فيها] وخادم يدعي ميكائيل ، وحصل من قبلهم عشرة آلاف درهم ، وعين تقارب [قيمة] ذلك [وكان المهلبي يسمي هذا المال مال الزنادقة] وخلي القوم لئلا ينسب المهلبي إلى الانحراف عن الشيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية