الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ( 41 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - ، مكذبا لهؤلاء العادلين به الأوثان : ما أنتم ، أيها المشركون بالله الآلهة والأنداد ، إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة ، [ ص: 354 ] بمستجيرين بشيء غير الله في حال شدة الهول النازل بكم من آلهة ووثن وصنم ، بل تدعون هناك ربكم الذي خلقكم ، وبه تستغيثون ، وإليه تفزعون ، دون كل شيء غيره " فيكشف ما تدعون إليه " يقول : فيفرج عنكم عند استغاثتكم به وتضرعكم إليه ، عظيم البلاء النازل بكم إن شاء أن يفرج ذلك عنكم ، لأنه القادر على كل شيء ، ومالك كل شيء ، دون ما تدعونه إلها من الأوثان والأصنام " وتنسون ما تشركون " يقول : وتنسون حين يأتيكم عذاب الله أو تأتيكم الساعة بأهوالها ، ما تشركونه مع الله في عبادتكم إياه ، فتجعلونه له ندا من وثن وصنم ، وغير ذلك مما تعبدونه من دونه وتدعونه إلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية