الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ، وذكر بعض مناماته

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في تقسيمه صلى الله عليه وسلم الرؤيا ، وأن الرؤيا الصالحة من أجزاء النبوة ، وأنها من المبشرات ، وما يتعلق بالرؤيا من الآداب

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع : .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الأول : في تقسيمه الرؤيا صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام إسحاق عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «الرؤيا على ثلاثة منازل ، منها ما يحدث المرء نفسه وليس بشيء ، ومنها ما يكون من الشيطان ، فإذا رأى شيئا يكرهه فليستعذ بالله من الشيطان ، وليبصق عن يساره ، فإنها لن تضره من بعد ذلك ، ومنها بشرى من الله تعالى ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، فليعرضها على ذي رأي ناصح ، فليقل خيرا ، وليتأوله خيرا» ،

                                                                                                                                                                                                                              فقال عوف بن مالك : إذا كانت حصاة واحدة من عدد الحصى لكانت كثيرا ، ورواه الشيخان من طريق باختصار ، وفي هذا السياق زيادة ليست عندهم ، ولا عندهم قول عوف .


                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، والإمامان مالك وأحمد ، والشيخان وابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه ، والإمام أحمد والشيخان عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه ، والإمامان مالك وأحمد والبخاري وابن ماجه عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ، والإمام أحمد ، ومسلم ، وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة» .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الثاني : في أن الرؤيا الصالحة من المبشرات .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن أبي الطفيل والإمام مالك والبخاري وأبو داود عن أبي هريرة ، [ ص: 260 ] والإمام أحمد والترمذي عن أنس ، وابن ماجه عن ابن عباس ، والإمام أحمد عن عائشة ، والإمام أحمد عن ابن عمر والبزار رضي الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي» ، لكن المبشرات قالوا : يا رسول الله وما المبشرات ؟ قال :

                                                                                                                                                                                                                              «الرؤيا الحسنة الصالحة يراها الصالح أو ترى له»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الثالث : في تحذيره صلى الله عليه وسلم من الكذب في الرؤيا .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من أعظم الفراء من يقول علي ما لم أقل ، ومن أرى عينيه في النوم ما لم تريا ، ومن ادعى إلى غير أبيه» .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الرابع : في أمره صلى الله عليه وسلم من رأى رؤيا يكرهها ما يقوله ويفعله .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول عن يساره ، وليسأل الله تعالى خيرها ، وليتعوذ بالله تعالى من شرها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن للرؤيا كنى ، ولها أسماء ، فكنوها بكناها ، واعتبروها بأسمائها ، والرؤيا لأول عابر» .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الخامس : في أمره صلى الله عليه وسلم بقص الرؤيا على عالم أو ناصح أو لبيب ، وأنها على رجل طائر .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن ماجه عن أبي رزين العقيلي رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الرؤيا معلقة برجل طائر ما لم يحدث بها صاحبها ، فإذا حدث بها وقعت ، فلا تحدث بها إلا عالما ، أو ناصحا أو لبيبا ، وفي لفظ أو ذا رأي» . [ ص: 261 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية