الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود

                                                                                                                                                                                                                                        ( هذان خصمان ) أي فوجان مختصمان . ولذلك قال : ( اختصموا ) حملا على المعنى ولو عكس لجاز ، والمراد بها المؤمنون والكافرون . ( في ربهم ) في دينه أو في ذاته وصفاته . وقيل تخاصمت اليهود والمؤمنون فقال اليهود : نحن أحق بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله آمنا بمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم كفرتم به حسدا فنزلت . ( فالذين كفروا ) فصل لخصومتهم وهو المعني بقوله تعالى : ( إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ) . ( قطعت لهم ) قدرت لهم على مقادير جثثهم ، وقرئ بالتخفيف . ( ثياب من نار ) نيران تحيط بهم إحاطة الثياب . ( يصب من فوق رءوسهم الحميم ) حال من الضمير في لهم أو خبر ثان ، والحميم الماء الحار .

                                                                                                                                                                                                                                        ( يصهر به ما في بطونهم والجلود ) أي يؤثر من فرط حرارته في باطنهم تأثيره في ظاهرهم فتذاب به أحشاؤهم كما تذاب به جلودهم ، والجملة حال من ( الحميم ) أو من ضميرهم . وقرئ بالتشديد للتكثير .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية