الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين

                                                                                                                                                                                                اليوم المعلوم : يوم الزينة . وميقاته . وقت الضحى ؛ لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى صلوات الله عليه من يوم الزينة في قوله : موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى [طه : 59 ] [ ص: 390 ] والميقات : ما وقت به ، أي حدد من زمان أو مكان . ومنه : مواقيت الإحرام هل أنتم مجتمعون استبطاء لهم في الاجتماع ، والمراد منه : استعجالهم واستحثاثهم ، كما يقول الرجل لغلامه : هل أنت منطلق : إذا أراد أن يحرك منه ويحثه على الانطلاق ، كأنما يخيل له أن الناس قد انطلقوا وهو واقف ، ومنه قول تأبط شرا [من البسيط ] :


                                                                                                                                                                                                هل أنت باعث دينار لحاجتنا أو عبد رب أخا عون بن مخراق ؟



                                                                                                                                                                                                يريد : ابعثه إلينا سريعا ولا تبطئ به لعلنا نتبع السحرة أي في دينهم إن غلبوا موسى ، ولا نتبع موسى في دينه . وليس غرضهم باتباع السحرة ، وإنما الغرض الكلي : أن لا يتبعوا موسى ، فساقوا الكلام مساق الكناية ؛ لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية