الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إلا من استرق السمع ؛ منهم؛ فإنا لم نرد تمام الحفظ منه؛ فأتبعه ؛ أي: تبعه تبع من هو حاث لنفسه؛ سائق لها؛ شهاب ؛ وهو عمود من نور؛ يمتد بشدة ضيائه؛ كالنار؛ مبين ؛ يراه من فيه أهلية الرؤية حين يرجم به; روى البخاري؛ في التفسير؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "إذا قضي الأمر في السماء؛ ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله؛ كأنه سلسلة على صفوان؛ ينفذهم ذلك؛ فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق؛ وهو العلي الكبير؛ فيسمعها مسترقو السمع؛ ومسترقو السمع؛ هكذا واحد فوق آخر - ووصف سفيان بيده؛ ففرج بين أصابعه اليمنى؛ نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه؛ فيحرقه؛ وربما لم يدركه حتى يرمي بها [ ص: 34 ] إلى الذي يليه؛ إلى الذي هو أسفل منه؛ حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان: حتى ينتهي إلى الأرض -؛ فتلقى على فم الساحر؛ فيكذب معها مائة كذبة؛ فيصدق؛ فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا؛ فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء".

                                                                                                                                                                                                                                      قال المفسرون - رضي الله عنهم -: كانت الشياطين لا تحجب عن السماوات؛ فيلقون ما يسمعون منها إلى الكهنة؛ فلما ولد عيسى - عليه السلام - منعوا من ثلاث سماوات؛ فلما ولد محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - منعوا من السماوات كلها؛ هكذا رأيت "ولد"؛ ولعله "بعث"؛ فإن في الصحيح أن الذي منعهم نزول القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية