الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمسين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه اشتدت علة معز الدولة ليلة السبت لأربع خلون من المحرم ، وامتنع عليه البول كله ، واشتد قلقه وجزعه ، ثم بال على ساعة باقية من الليل دما بشدة ، ثم تبعه البول وخرج مع البول رمل كثير وحصى صغار ، وخف الألم ، فلما أصبح سلم داره وغلمانه وكراعه إلى ابنه الأمير أبي منصور بختيار ، وفوض الأمور إليه ، وخرج في عدة يسيرة من غلمانه وخاصته ليمضي إلى الأهواز ، ثم أشير عليه بالتوقف فتنقل من مكان إلى مكان إلى أن عاد إلى داره ، ثم انتقل في جمادى الأولى من داره بسوق الثلاثاء إلى البستان المعروف ببستان الصيمري ، وأخذ في أن يهدم ما يليه من العقار والأبنية إلى حدود البيعة ، وأصلح ميدانا وبنى دارا على دجلة في جوار البيعة ، ومد المسناة ، وبنى الإصطبلات ، وقلع الأبواب الحديد التي على مدينة [أبي جعفر] المنصور ، وأبواب الرصافة ، وقصر الرصافة ، ونقلها إلى داره . وهدم سور الحبس المعروف بالجديد ، ونقل آجره إلى داره ، وبنى به ، ونقض المعشوق بسر من رأى وحمل آجره ، وأنفق على البناء إلى أن مات مائة ألف ألف دينار ، وقبض على جماعة فصودروا على مال عظيم ، فأمر أن يصرف إلى بناء الدار والإصطبلات ، ولحق الناس في هذا الصقع شدة شديدة من التنزل عليهم . [ ص: 133 ]

وفي يوم الأحد لثمان بقين من شعبان: تقلد أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب القضاء بالحضرة من جانبي بغداد والمدينة ، وقضاء القضاة ، وخلع عليه من دار السلطان ، لأن الخليفة امتنع من أن يصل إليه وضرب بين يديه الدبادب على أن يحمل إلى خزانة معز الدولة كل سنة مائتي ألف درهم ، وامتنع الخليفة من أن يصل إليه هذا القاضي في موكب أو غيره .

وفي شوال: ورد الخبر بأن نجاء غلام سيف الدولة دخل بلد الروم غازيا ، وأنه غنم ما قيمته ثلاثون ألف دينار ، وسبى ألفي رأس واستأسر خمسمائة في السلاسل .

وفي شباط: جاء برد بنواحي قطربل وبإزائها في الجانب الشرقي ، في كل بردة أوقيتان وأكثر ، وقتل الطيور والبهائم .

التالي السابق


الخدمات العلمية