الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
24 - باب تقرب العبد إلى ربه ، عز وجل ، عند الدعاء بصالح عمله

187 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا محمد بن عيسى الطباع ، ثنا أشعث بن شعبة ، ثنا حنش بن الحارث ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم ، فأووا إلى غار في جبل ، فسقطت صخرة على باب الغار ، فسدت عليهم ، فقال : يا هؤلاء تذكرون أحسن أعمالكم ، فادعوا الله ، عز وجل ، بها لعل الله [ ص: 864 ] تعالى يفرج عنكم بها ، فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت منها حاجتي فقالت : أذكرك الله تعالى أن تركب مني ما حرم الله عليك ، قلت : فأنا أحق أن أخاف ربي ، عز وجل ، فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك ، فإن كنت تعلم ذلك فافرج عنا ، فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج ، وقال الثاني : اللهم كان لي أجراء يعملون عملا واحدا ويأخذون أجرا واحدا ، وإن أحدهم ترك أجره وزعم أنه أكثر أجرا من أصحابه فعزلت أجره من مالي ، فتلومني به حتى كان مالا وأشياء ، فأتاني بعدما افتقر وكبر ، فقال : أذكرك الله تعالى في أجري فإني أحوج ما كنت ، فطلعت به فوق بيت لي فأريته ما أنمى الله تعالى له من أجره من المال والماشية في الغائط - يعني الصحاري - فقلت له : هذا لك ، وهذا لك ، وهذا لك ، فقال : أتسخر بي أصلحك الله ؟ كنت أريدك على أقل من هذا مثابا علي ، قلت : أجل كنت تريدني على أقل من هذا فبلاني الله تعالى به حتى بلغ ما ترى ، فدفعته إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك ، فإن كنت تعلم ذلك فافرج عنا ، فانفرج الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا أن يخرجوا ، وقال الثالث : اللهم يا رب كان لي أبوان ضعيفان فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا ولي غيري ، فكنت أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل ، وإن الكلأ نأى عني فتباعدت بالماشية فأتيتهما بعد ما ذهب الليل وناما ، فحلبت لهما ثم جلست عند رؤوسهما بإنائي كراهية أن أورقهما وأوذيهما حتى استيقظا من قبل أنفسهما ، فسقيتهما كما كنت أفعل ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من مخافتك فافرج عنا ، فانصدع الجبل عنهم فخرجوا يتزلزلون " . هذا الحديث لم يرفعه عن حنش بن الحارث إلا أشعث بن شعبة وهو ثقة .

188 - حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا حنش بن الحارث ، عن أبيه ، عن علي ، مثله ولم يرفعه . [ ص: 865 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية