الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلما تقرر تفصيل الخبر عما هو سبب للإحياء في الجملة؛ فتهيأت النفس للانتقال منه إلى الإحياء الحقيقي قياسا؛ قال (تعالى): وإنا لنحن نحيي ؛ أي: لنا هذه الصفة على وجه العظمة؛ فنحيي بها ما نشاء من الحيوان؛ بروح البدن؛ ومن الروح بالمعارف؛ ومن النبات بالنمو؛ وإن كان أحدها حقيقة؛ والآخران مجازا؛ إلا أن الجمع بينهما جائز؛ ونميت ؛ أي: لنا هذه الصفة؛ فنبرز بها من عظمتنا ما نشاء؛ ونحن الوارثون ؛ أي: الإرث التام؛ إذا مات الخلائق؛ الباقون بعد كل شيء؛ كما كنا ولا شيء؛ ليس لأحد فينا تصرف بإماتة؛ ولا إحياء؛ فثبت بذلك الوحدانية والفعل بالاختيار؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية