الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه عمل في يوم عاشوراء ما جرت به عادة القوم من إقامة النوح ، وتعليق المسوح .

وفي ليلة السبت الثالث عشر من صفر: انكسف القمر [كله] .

وفي ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ربيع الآخر: كبس مسجد براثا ، وقتل في قوامه نفسان .

وفي نيسان: جاء برد كبار جدا ، حكى بعض من يوثق به أنه وزن بردة فكان فيها مائة درهم .

وفي يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة . من هذه السنة: تقلد أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوي نقابة الطالبيين بأسرهم سوى أبي الحسن بن أبي الطيب وولده ، فإنهم استعفوا منه ، فرد أمرهم إلى أبي الحسن علي بن موسى حمولي .

وفي سحر يوم السبت لثمان بقين من جمادى الأولى: ماتت أخت معز الدولة ، فركب الخليفة (المطيع لله في طياره ، وأصعد إليه إلى بستان الصيمري [الذي [ ص: 162 ] ذكرنا أنه بناه في حوادث تلك السنة وكان صعود الخليفة إليه بسبب تعزيته بأخته ، فلما بلغ معز الدولة صعود الخليفة إليه في دجلة] نزل إليه معز الدولة ووقف في الدرجة ولم يكلفه الصعود ، فعزاه الخليفة فشكره معز الدولة وقبل الأرض دفعات ، ثم انحدر [المطيع إلى دار الخليفة] .

وورد الخبر أن ملك الروم جاء إلى المصيصة ففتحها وقتل من أهلها مقتلة عظيمة ، وساق من بقي ، وكانوا نحو مائتي ألف [وقد ذكرنا أنه كان في العام الماضي أتى نحوها ولم ينل منها ، لأجل قلة الميرة عليه ، وقال ما قال ، فلما كان في هذه السنة ، وهي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة فتحها عنوة] ومضى إلى طرسوس [طالبا لحصارها] ، فأذعنوا بالطاعة ، فأعطاهم الأمان فدخلها ، وأمرهم بالانتقال عنها ، فانتقلوا ، وجعل المسجد الجامع إصطبلا لدوابه ، ونقل ما فيه من القناديل إلى بلده ، وأحرق المنبر ، ثم أمر بعمارتها فتراجع أهلها وتنصر بعضهم .

وفي هذه السنة : جعل المسير بالحاج إلى أبي أحمد الحسين بن موسى النقيب ، وعمل يوم غدير خم ببغداد ما تقدم ذكره من إشعال النار في ليلته ، وضرب الدبادب والبوقات ، وبكور الناس إلى مقابر قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية