الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال

                                                                                                                                                                                                                                      45 - يقال سكن الدار وسكن فيها ومنه وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ؛ لأن السكنى من السكون وهو اللبث والأصل تعديته بفي نحو : قر في الدار وأقام فيها ، ولكنه لما نقل إلى سكون خاص [ ص: 179 ] تصرف فيه فقيل: سكن الدار كما قيل تبوأها ويجوز أن يكون سكنوا من السكون أي : قروا فيها واطمأنوا طيبي النفوس سائرين سيرة من قبلهم في الظلم والفساد لا يحدثونها بما لقي الأولون من أيام الله وكيف كان عاقبة ظلمهم فيعتبروا ويرتدعوا وتبين لكم بالأخبار أو المشاهدة وفاعل تبين مضمر دل عليه الكلام أي : تبين لكم حالهم و كيف ليس بفاعل ؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله وإنما نصب كيف بقوله فعلنا بهم أي : أهلكناهم وانتقمنا منهم وضربنا لكم الأمثال أي : صفات ما فعلوا وما فعل بهم وهي في الغرابة كالأمثال المضروبة لكل ظالم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية