الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار

                                                                                                                                                                                                                                      48 - وانتصاب يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات على الظرف للانتقام أو على إضمار اذكر والمعنى يوم تبدل هذه الأرض التي تعرفونها أرضا أخرى غير هذه المعروفة وتبدل السموات غير السموات وإنما حذف لدلالة ما قبله عليه والتبديل التغيير، وقد يكون في الذوات كقولك بدلت الدراهم دنانير ، وفي الأوصاف كقولك: بدلت الحلقة خاتما إذا أذبتها وسويتها خاتما فنقلتها من شكل إلى شكل ، واختلف في تبديل الأرض والسموات فقيل : تبدل أوصافها وتسير عن الأرض جبالها وتفجر بحارها وتسوى فلا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - هي تلك الأرض وإنما تغير وتبدل السماء بانتثار كواكبها وكسوف شمسها وخسوف قمرها وانشقاقها وكونها أبوابا وقيل تخلق بدلها أرض وسموات أخر ، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - يحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطئ عليها أحد خطيئة ، وعن علي - رضي الله عنه - تبدل أرضا من فضة وسموات من ذهب وبرزوا وخرجوا من قبورهم لله الواحد القهار هو كقوله لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ؛ لأن الملك إذا كان لواحد غلاب لا يغالب فلا مستغاث لأحد إلى غيره كان الأمر في غاية الشدة

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية