الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ( 70 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وهؤلاء الذين إن فدوا أنفسهم من عذاب الله يوم القيامة كل فداء لم يؤخذ منهم ، هم " الذين أبسلوا بما كسبوا " يقول : أسلموا لعذاب الله ، فرهنوا به جزاء بما كسبوا في الدنيا من الآثام والأوزار ، " لهم شراب من حميم " .

و " الحميم " هو الحار ، في كلام العرب ، وإنما هو " محموم " صرف إلى " فعيل " ومنه قيل للحمام ، " حمام " لإسخانه الجسم ، ومنه قول مرقش :


في كل ممسى لها مقطرة فيها كباء معد وحميم



يعني بذلك ماء حارا ، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي في صفة فرس :

[ ص: 449 ]

تأبى بدرتها إذا ما استضغبت     إلا الحميم فإنه يتبضع



يعني بالحميم : عرق الفرس .

وإنما جعل - تعالى ذكره - لهؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية شرابا من حميم ، لأن الحار من الماء لا يروي من عطش . فأخبر أنهم إذا عطشوا في جهنم لم يغاثوا بماء يرويهم ، ولكن بما يزيدون به عطشا على ما بهم من العطش " وعذاب أليم " يقول : ولهم أيضا مع الشراب الحميم من الله العذاب الأليم والهوان المقيم " بما كانوا يكفرون " يقول : بما كان من كفرهم في الدنيا بالله ، وإنكارهم توحيده ، وعبادتهم معه آلهة دونه .

13419 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا " قال يقال : أسلموا .

13420 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " أولئك الذين أبسلوا " قال : فضحوا .

13421 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا " قال : أخذوا بما كسبوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية