الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه جرى في يوم عاشوراء ما جرت به عادة الشيعة من تعطيل الأسواق ، وإقامة النوح وغير ذلك وكذلك فعلوا في [يوم] غدير خم .

وفي هذه السنة: وقع الغلاء ، وبيع الكر بتسعين دينارا ، وكان الخبز يعدم . وورد الخبر بأن الروم دخلوا كفرتوثا ، فسبوا وقتلوا ثمانمائة إنسان ، ومضوا إلى حمص ، فوجدوا أهلها قد انتقلوا عنها ، فأحرقوها ونكسوا في الثغور وسبي نحو من مائة ألف إنسان [فارسي] .

وفي جمادى الأولى خرج أبو عبد الله بن أبي بكر الآدمي القاري من منزله ، وأخذ من [بعض] الصيارف فوق من عشرة آلاف درهم ، وفقد أربعة أيام لم يعرف له خبر ، فلما كان يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى وجد ميتا مطروحا في الصراة ، بسراويله وخاتمه في أصبعه ، وليس به جراحة ، ولا أثر خنق ، ولا غرق ، وإنما طرح في الماء بعد أن مات . [ ص: 197 ]

ودخل جوهر إلى مصر يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة ثمان وخمسين ، وخطب لبني عبيد في الجامعين بفسطاط مصر ، وسائر أعمالها يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شعبان هذه السنة ، وكان الخاطب في هذا اليوم عبد السميع بن عمر العباسي . [ ص: 198 ]

وفي ذي الحجة نقل الأمير [عز الدولة] معز الدولة من داره إلى تربة بنيت له في مقابر قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية