الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      19- وقوله: (فما ربحت تجارتهم) فهذا على قول العرب: "خاب سعيك"؛ وإنما هو الذي خاب، وإنما يريد "فما ربحوا في تجارتهم"، ومثله : (بل مكر الليل والنهار) ، (ولكن البر من آمن بالله) إنما هو "ولكن البر بر من آمن بالله". وقال الشاعر: [ النابغة الجعدي ] :

                                                                                                                                                                                                                      (25)

                                                                                                                                                                                                                      (25) وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبي مرحب



                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 53 ] وقال الشاعر [ الحطيئة ]:


                                                                                                                                                                                                                      (26) وشر المنايا ميت وسط أهله     كهلك الفتاة أسلم الحي حاضره

                                                                                                                                                                                                                      إنما يريد "وشر المنايا منية ميت وسط أهله، ومثله: "أكثر شربي الماء" و "أكثر أكلي الخبز" وليس أكلك بالخبز ولا شربك بالماء. ولكن تريد: أكثر أكلي أكل الخبز، وأكثر شربي شرب الماء. قال: (واسأل القرية) يريد: "أهل القرية"، (والعير) أي: "وسل أصحاب العير". وقال: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) فإنما هو - والله أعلم - "مثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به". فحذف هذا الكلام، ودل ما بقي على معناه. ومثل هذا في القرآن كثير. وقد قال بعضهم : (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) يقول: "مثلهم في دعائهم الآلهة كمثل الذي ينعق بالغنم؛ " لأن آلهتهم لا تسمع ولا تعقل، كما لا تسمع الغنم ولا تعقل.

                                                                                                                                                                                                                      ***

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية