الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
" فصل فيما يؤثر عنه من التفسير والمعاني في آيات متفرقة "

(أنا ) أبو سعيد ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، أنا الشافعي قال : " قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) . ثم أنزل الله (عز وجل ) على نبيه - صلى الله عليه وسلم - : أن غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر . يعني : " والله أعلم " ما تقدم [ ص: 38 ] من ذنبه قبل الوحي ، وما تأخر أن يعصمه ، فلا يذنب ، يعلم [الله] ما يفعل به من رضاه عنه ، وأنه أول شافع ، وأول مشفع يوم القيامة ، وسيد الخلائق " .

وسمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدان الكرماني ، يقول : سمعت أبا الحسن محمد بن أبي إسماعيل العلوي ببخاراء ، يقول : سمعت أحمد بن محمد بن حسان المصري ، بمكة، يقول : سمعت المزني يقول : سئل الشافعي عن قول الله - عز وجل - : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) قال : " معناه - ما تقدم - : من ذنب أبيك آدم - وهبته لك ، وما تأخر - من ذنوب أمتك - أدخلهم الجنة بشفاعتك " .

قال الشيخ - رحمه الله - : وهذا قول مستظرف والذي وضعه الشافعي - في تصنيفه - أصح الروايتين ، وأشبه بظاهر الرواية ؛ والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية