الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 82 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( 23 سورة المؤمنون مكية وهي مائة وتسع عشرة آية عند البصريين وثماني عشرة عند الكوفيين بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون

                                                                                                                                                                                                                                        ( قد أفلح المؤمنون ) قد فازوا بأمانيهم وقد تثبت المتوقع كما أن لما تنفيه وتدل على ثباته إذا دخلت على الماضي ، ولذلك تقربه من الحال ولما كان المؤمنون متوقعين ذلك من فضل الله صدرت بها بشارتهم ، وقرأ ورش عن نافع ( قد أفلح ) بإلقاء حركة الهمزة على الدال وحذفها ، وقرئ «أفلحوا » على لغة : أكلوني البراغيث ، أو على الإبهام والتفسير ، و «أفلح » بالضم اجتزاء بالضمة عن الواو و «أفلح » على البناء للمفعول .

                                                                                                                                                                                                                                        ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) خائفون من الله سبحانه وتعالى متذللون له ملزمون أبصارهم مساجدهم .

                                                                                                                                                                                                                                        روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي رافعا بصره إلى السماء ، فلما نزلت رمى ببصره نحو مسجده وأنه رأى رجلا يعبث بلحيته فقال : «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه » .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية