الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون

                                                                                                                                                                                                كانوا يقولون : إن محمدا كاهن وما يتنزل عليه من جنس ما يتنزل به الشياطين على الكهنة ، فكذبوا بأن ذلك مما لا يتسهل للشياطين ولا يقدرون عليه ؛ لأنهم مرجومون بالشهب معزولون عن استماع كلام أهل السماء . وقرأ الحسن : "الشياطون " . ووجهه أنه رأى [ ص: 419 ] آخره كآخر يبرين وفلسطين ، فتخير بين أن يجري الإعراب على النون ، وبين أن يجريه على ما قبله ، فيقول : الشياطين والشياطون ، كما تخيرت العرب بين أن يقولوا . هذه يبرون ويبرين ، وفلسطون وفلسطين . وحقه أن تشتقه من الشيطوطة وهي الهلاك كما قيل له الباطل . وعن الفراء : غلط الشيخ في قراءته "الشياطون" ظن أنها النون التي على هجاءين ، فقال النضر بن شميل : إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤبة ، فهلا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه -يريد : محمد بن السميقع -مع أنا نعلم أنهما لم يقرا به إلا وقد سمعا فيه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية