الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ( 88 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " ذلك هدى الله " هذا الهدى الذي هديت به من سميت من الأنبياء والرسل ، فوفقتهم به لإصابة الدين الحق الذي نالوا بإصابتهم إياه رضا ربهم ، وشرف الدنيا ، وكرامة الآخرة ، هو " هدى [ ص: 514 ] الله " يقول : هو توفيق الله ولطفه ، الذي يوفق به من يشاء ، ويلطف به لمن أحب من خلقه ، حتى ينيب إلى طاعة الله ، وإخلاص العمل له ، وإقراره بالتوحيد ، ورفض الأوثان والأصنام " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " يقول : ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم ، بربهم - تعالى ذكره - ، فعبدوا معه غيره " لحبط عنهم " يقول : لبطل فذهب عنهم أجر أعمالهم التي كانوا يعملون ، لأن الله لا يقبل مع الشرك به عملا .

التالي السابق


الخدمات العلمية