الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حفد ]

                                                          حفد : حفد يحفد حفدا وحفدانا واحتفد : خف في العمل وأسرع . وحفد يحفد حفدا : خدم . الأزهري : الحفد في الخدمة والعمل الخفة ; وأنشد :


                                                          حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال



                                                          وروي عن عمر أنه قرأ في قنوت الفجر : وإليك نسعى ونحفد ; أي نسرع في العمل والخدمة . قال أبو عبيد : أصل الحفد الخدمة والعمل ; وقيل : معنى وإليك نسعى ونحفد نعمل لله بطاعته . الليث : الاحتفاد السرعة في كل شيء ; قال الأعشى يصف السيف :


                                                          ومحتفد الوقع ذو هبة     أجاد جلاه يد الصيقل



                                                          [ ص: 162 ] قال الأزهري : رواه غيره ومحتفل الوقع ، باللام ، قال : وهو الصواب . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، وذكر له عثمان للخلافة قال : أخشى حفده ; أي إسراعه في مرضاة أقاربه . والحفد : السرعة . يقال : حفد البعير والظليم حفدا وحفدانا ، وهو تدارك السير ، وبعير حفاد . قال أبو عبيد : وفي الحفد لغة أخرى أحفد إحفادا . وأحفدته : حملته على الحفد والإسراع ; قال الراعي :


                                                          مزايد خرقاء اليدين مسيفة     أخب بهن المخلفان وأحفدا



                                                          أي أحفدا بعيريهما . وقال بعضهم : أي أسرعا ، وجعل : حفد وأحفد بمعنى . وفي التهذيب : أحفدا خدما ، قال : وقد يكون أحفدا غيرهما . والحفد والحفدة : الأعوان والخدمة ، واحدهم حافد . وحفدة الرجل : بناته ، وقيل : أولاد أولاده ، وقيل : الأصهار . والحفيد : ولد الولد ، والجمع حفداء . وروي عن مجاهد في قوله : بنين وحفدة أنهم الخدم ، وروي عن عبد الله أنهم الأصهار ، وقال الفراء : الحفدة الأختان ويقال الأعوان ، ولو قيل الحفد كان صوابا ؛ لأن الواحد حافد مثل القاعد والقعد . وقال الحسن : البنون بنوك وبنو بنيك ، وأما الحفدة فما حفدك من شيء وعمل لك وأعانك . وروى أبو حمزة عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : بنين وحفدة قال : من أعانك فقد حفدك ; أما سمعت قوله :


                                                          حفد الولائد حولهن وأسلمت



                                                          وقال الضحاك : الحفدة بنو المرأة من زوجها الأول . وقال عكرمة : الحفدة من خدمك من ولدك وولد ولدك . وقال الليث : الحفدة ولد الولد . وقيل : الحفدة البنات وهن خدم الأبوين في البيت . وقال ابن عرفة : الحفد عند العرب الأعوان ، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع فهو حافد ; قال : ومنه قوله : وإليك نسعى ونحفد . قال : والحفدان السرعة . وروى عاصم عن زر قال : قال عبد الله : يا زر هل تدري ما الحفدة ؟ قال : نعم ، حفاد الرجل من ولده وولد ولده ، قال : لا ولكنهم الأصهار ; قال عاصم : وزعم الكلبي أن زرا قد أصاب ; قال سفيان : قالوا : وكذب الكلبي . وقال ابن شميل : قال : الحفدة الأعوان فهو أتبع لكلام العرب ممن قال الأصهار ; قال :


                                                          فلو أن نفسي طاوعتني     لأصبحت لها حفد مما يعد كثير



                                                          أي خدم حافد وحفد وحفدة جميعا . ورجل : محفود أي مخدوم . وفي حديث أم معبد : محفود محشود ; المحفود : الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته . يقال : حفدت وأحفدت وأنا حافد ومحفود . وحفد وحفدة جمع حافد . ومنه حديث أمية : بالنعم محفود . وقال : الحفد والحفدان والإحفاد في المشي دون الخبب ; وقيل : الحفدان فوق المشي كالخبب ، وقيل : هو إبطاء الركك ، والفعل كالفعل . والمحفد والمحفد : شيء تعلف فيه الإبل كالمكتل ; قال الأعشى يصف ناقته :


                                                          بناها الغوادي الرضيخ مع الخلا     وسقيي وإطعامي الشعير بمحفد



                                                          الغوادي : النوى . والرضيخ : المرضوخ ، وهو النوى يبل بالماء ثم يرضخ ، وقيل : هو مكيال يكال به ، وقد روي بيت الأعشى بالوجهين معا :


                                                          بناها السوادي الرضيخ مع النوى     وقت وإعطاء الشعير بمحفد



                                                          ويروى بمحفد ، فمن كسر الميم عده مما يعتمل به ، ومن فتحها فعلى توهم المكان أو الزمان . ابن الأعرابي : أبو قيس : مكيال واسمه المحفد وهو القنقل . ومحافد الثوب : وشيه ، واحدها محفد . ابن الأعرابي : الحفدة صناع الوشي والحفد الوشي . ابن شميل : يقال لطرف الثوب محفد ، بكسر الميم ، والمحفد : الأصل عامة ; عن ابن الأعرابي ، وهو المحتد والمحفد والمحكد والمحقد : الأصل ومحفد الرجل : محتده وأصله . والمحفد : السنام وفي المحكم : أصل السنام ; عن يعقوب ; وأنشد لزهير :


                                                          جمالية لم يبق سيري ورحلتي     على ظهرها ، من نيها غير محفد



                                                          وسيف محتفد : سريع القطع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية