الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين . وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وعادا وثمود قال الزجاج: المعنى: وأهلكنا عادا وثمود، لأن قبل هذا فأخذتهم الرجفة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وقد تبين لكم من مساكنهم أي: ظهر لكم يا أهل مكة [ ص: 272 ] من منازلهم بالحجاز واليمن آية في هلاكهم، وكانوا مستبصرين قال الفراء: أي: ذوي بصائر . وقال الزجاج: أتوا ما أتوه وقد تبين لهم أن عاقبته عذابهم . وقال غيره: كانوا عند أنفسهم مستبصرين، يظنون أنهم على حق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وما كانوا سابقين أي: ما كانوا يفوتون الله أن يفعل بهم ما يريد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فكلا أخذنا بذنبه أي: عاقبنا بتكذيبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا يعني قوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة يعني ثمود وقوم شعيب ومنهم من خسفنا به الأرض يعني قارون وأصحابه ومنهم من أغرقنا يعني قوم نوح وفرعون وما كان الله ليظلمهم فيعذبهم على غير ذنب ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالإقامة على المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية