الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [49] وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد .

                                                                                                                                                                                                                                      وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد جمع (مقرن) وهو من جمع في قرن (بفتحتين) الوثاق الذي يربط به . أي : قرن بعضهم مع بعض حسب اقترانهم في الجرائم والفساد . فيجمع بين النظراء والأشكال منهم ، كل صنف إلى صنف . كما قال تعالى : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وقال : وإذا النفوس زوجت أو : قرنوا مع الشياطين ، لقوله تعالى : لنحشرنهم والشياطين أو قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال . وقوله تعالى : في الأصفاد أي : القيود أو الأغلال ، جمع صفد بفتحتين بمعنى القيد أو الغل . والقيد هو الذي يوضع في الرجل . والغل * بالضم * ما في اليد والعنق وما يضم به اليد والرجل إلى العنق . والجار متعلق بـ : { مقرنين } أو حال من ضميره أي : مصفدين ، وقوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3741 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية