الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  مسند من يعرف بالكنى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم ينقل إلينا اسمه .

                                                                  أبو عبد الرحمن الفهري قيل اسمه الحارث بن هشام ( 740 ) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي بذلك .

                                                                  ( 741 ) حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عفان ، وحجاج بن المنهال ، قالا : ثنا حماد بن سلمة ، ثنا يعلى بن عطاء ، عن أبي همام عبد الله بن يسار ، عن أبي عبد الرحمن الفهري ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين فسرنا في يوم قائظ شديد الحر ، ونزلنا تحت ظلال الشجر ، فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي ، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاط له فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، الرواح حان الرواح ؟ ، قال : " أجل " فقال : " يا بلال " فثار من تحت سمرة فكأن ظله ظل طائر ، فقال : لبيك وسعديك ، [ ص: 289 ] وأنا فداؤك فقال : " يا بلال أسرج لي فرسي " ، فأخرج سرجا دفتاه من ليف ، وليس فيهما أشر ولا بطر ، فأسرج فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا ، وليلتنا فتشامت الخيلان فولى المسلمون مدبرين كما قال الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا عبد الله ورسوله " ، ثم اقتحم على فرسه فأخذ كفا من تراب فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب به وجوههم ، وقال : " شاهت الوجوه ، فهزمهم الله " ، قال يعلى بن عطاء : فحدثني أبناؤهم ، عن آبائهم أنهم قالوا : " لم يبق أحد منا إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا ، وسمعنا صلصلة من السماء والأرض كإمرار الحديد على الطشت " واللفظ لعفان .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية