الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [2] ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .

                                                                                                                                                                                                                                      ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بظهور دينه . وأنه سوف يأتي أيام يتمنى الكافرون بها أن لو سبق لهم الإسلام فكانوا من السابقين; لما يرون من إعلاء كلمة الدين وظهوره على رغم الملحدين ; لأن من تأخر إسلامه منهم ، وإن ناله من الفضل ما وعد به الحسنى ، ولكن لا يلحق السابقين : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة وفيه تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم على الصدع بالدعوة والصبر عليها ; لما أن العاقبة له . وإنما جيء بصيغة التقليل جريا على مذهب العرب في قولهم : لعلك ستندم على فعلك ، ترفعا واستغناء عن التصريح بالغرض بناء على ادعاء ظهوره .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3747 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية