الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 310 ] ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:

أنه في يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول خلع الطائع لله على صمصام الدولة ، وطوقه ، وسوره ، وحمله على فرس بمركب ذهب ، وقاد بين يديه مثله .

وفي ربيع الأول: ورد الخبر من الكوفة بورود إسحاق وجعفر الهجريين ، وهما من القرامطة الذين يدعون بالسادة ، في جموع كثيرة ، وكان دخولهما إياها على وجه التغلب ، وأقاموا الخطبة لشرف الدولة ، واعتزوا إلى ملك الجهة ، فوقع الانزعاج الشديد من ذلك ، لما كان تمكن من النفوس من هيبة هؤلاء القوم ، وأنهم ممن لا يصطلى بنارهم ، ولأن جماعة من الملوك كانوا يصانعونهم ، حتى إن عضد الدولة أقطعهم بواسط ناحية ، وأقطعهم عز الدولة قبله بشقي الفرات إقطاعا ، وانتشر أصحابهما في النواحي ، وأكبوا على تناول الغلات ، واستخراج المال ، فنفذ من بغداد عسكر طردهم ، وبطل ناموسهم .

[ وفاة ابن مؤيد الدولة ]

وفي ذي الحجة: ورد كتاب من الري بوفاة ابن مؤيد الدولة ، فجلس صمصام الدولة للعزاء به ، وركب الطائع إلى تعزيته في سفينة لابسا للسواد ، وعلى رأسه شمسة ، والقراء والأولياء في الدبادب ، فقدم إلى مشرعة دار الملك ، ونزل [ ص: 311 ] صمصام الدولة ، وقبل الأرض بين يديه ، ورده بعد خطاب تردد بينهما في العزاء والشكر .

وفي هذه السنة: هم صمصام الدولة أن يجعل على الثياب الإبريسميات والقطنيات التي تنسج ببغداد ونواحيها ضريبة ، وكان أبو الفتح الرازي قد كثر ما يحصل من هذا الوجه ، وبذل تحصيل ألف ألف درهم منه في كل سنة ، فاجتمع الناس في جامع المنصور ، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة ، وكاد البلد يفتتن ، فاعفوا من أحداث هذا الرسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية