الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

187 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق ، أنا والدي ، أنا أبو علي الحسن بن يوسف الطرائفي بمصر ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري [ ص: 160 ] - رضي الله عنه - أنه أخبره أن أباه توفي ، وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود ، فاستنظره جابر بن عبد الله ، فأبى أن ينظره ، فكلم جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشفع إليه ، فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له ، فأبى ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل ، فمشى فيها ، ثم قال : يا جابر ، جد له ، فأوفه الذي له ، فجده بعدما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأوفاه ثلاثين وسقا ، وفضلت له سبعة عشر وسقا ، فجاء جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بالذي فعل ، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر ، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره أنه قد أوفاه ، وأخبره بالفضل الذي فضل له ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخبر بذلك عمر ، فذهب جابر بن عبد الله إلى عمر - رضي الله عنهما - ، فأخبره ، فقال عمر : لقد علمت حيث مشى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليباركن الله - عز وجل - فيها .

قال الإمام - رحمه الله - : الوسق : الحمل ، فاستنظره : فاستمهله ، فأبى أن ينظره أي : أن يمهله . جد له أي : اقطع ثمر نخلك ، والجداد ، والقطاف : قطع الثمرة ، وقطفها .

التالي السابق


الخدمات العلمية