الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2297 ) فصل : ويستحب أن يعين ما أحرم به ، وبه قال مالك . وقال الشافعي ، في أحد قوليه : الإطلاق أولى ; لما روى طاوس ، قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة ، لا يسمي حجا ، ينتظر القضاء ، فنزل عليه القضاء وهو بين الصفا والمروة ، فأمر أصحابه من كان منهم أهل ، ولم يكن معه هدي ، أن يجعلوها عمرة . ولأن ذلك أحوط ; لأنه لا يأمن الإحصار ، أو تعذر فعل الحج عليه ، فيجعلها عمرة ، ولنا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالإحرام بنسك معين ، فقال : { من شاء منكم أن يهل بحج وعمرة ، فليهل ، ومن أراد أن يهل بحج ، فليهل ، ومن أراد أن يهل بعمرة ، فليهل } .

                                                                                                                                            والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما أحرموا بمعين ، على ما ذكرنا في الأحاديث الصحيحة ، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه في حجته ، يطلعون على أحواله ، ويقتدون بأفعاله ، ويقفون على ظاهر أمره وباطنه ، أعلم به من طاوس ، وحديثه مرسل ، والشافعي لا يحتج [ ص: 128 ] بالمراسيل المفردة ، فكيف يصير إلى هذا ، مع مخالفته للروايات المستفيضة المتفق عليها ، والاحتياط ممكن ، بأن يجعلها عمرة ، فإن شاء كان متمتعا ، وإن شاء أدخل الحج عليها ، فكان قارنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية