الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال [ ص: 459 ] يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "أن اعبدوا " ، بالضم على إتباع النون الباء "فريقان" فريق مؤمن وفريق كافر . وقيل أريد بالفريقين صالح عليه السلام وقومه قبل أن يؤمن منهم أحد "يختصمون" يقول كل فريق : الحق معي . السيئة : العقوبة ، والحسنة : التوبة ، فإن قلت : ما معنى استعجالهم بالسيئة قبل الحسنة ؟ وإنما يكون ذلك إذا كانت متوقعتين إحداهما قبل الأخرى ؟ قلت : كانوا يقولون لجهلهم : إن العقوبة التي يعدها صالح عليه السلام إن وقعت على زعمه ، تبنا حينئذ واستغفرنا -مقدرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت- . وإن لم تقع ، فنحن على ما نحن عليه ، فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب قولهم واعتقادهم ، ثم قال لهم : هلا تستغفرون الله قبل نزول العذاب ؟ لعلكم ترحمون تنبيها لهم على الخطأ فيما قالوه : وتجهيلا فيما اعتقدوه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية