الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 4191 ] وقال تعالى في أحوال الملائكة الأطهار: يخافون ربهم من فوقهم .

                                                          وقوله تعالى: من فوقهم قيل: معناها: يخافون ربهم أن يرسل عذابا من فوقهم، أو يخافونه، وهو فوقهم بالقهر، كقوله تعالى: وهو القاهر فوق عباده ونحن نرى أن الفوقية هنا فوقيتهم هم، لا فوقية الله، والله تعالى فوق كل شيء، ومعنى فوقيتهم علوهم في الخلق والتكوين، وكونهم أرواحا طاهرة، وإنهم مع هذه الفوقية يخافون الله تعالى، فكلما علوا في الروحانية كان خوفهم بمقدار علوهم، وبذلك يستقيم الكلام من غير تقدير "يرسل" أو نحو ذلك، ويكون متفقا على ما ختمت به الآية السابقة في قوله تعالى عنهم: وهم لا يستكبرون

                                                          وقد أكد سبحانه وتعالى نفي استكبارهم، وخضوعهم، وخوفهم من ربهم الذي خلقهم بقوله تعالى: ويفعلون ما يؤمرون وفيه إشارة إلى إبليس الذي استكبر، ولم يفعل ما أمره به ربه.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية