الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ألم تر خطاب للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم والمراد به أمته الذين بعث إليهم وقيل : خطاب الكل واحد من الكفرة لقوله تعالى : إن يشأ يذهبكم والرؤية رؤية القلب وقوله تعالى : أن الله خلق السماوات والأرض ساد مسد مفعوليها أي ألم تعلم أنه تعالى خلقهما بالحق أي ملتبسة بالحكمة والوجه الصحيح الذي يحق [ ص: 205 ] أن يخلق عليه وقرأ السلمي ( ألم تر ) بسكون الراء ووجهه أنه أجرى الوصل مجرى الوقف قال أبو حيان : وتوجيه آخر وهو أن ( ترى ) حذفت العرب ألفها في قولهم : قام القوم ولو تر ما زيد كما حذفت ياء لا أبالي وقالوا لا أبال فلما دخل الجازم تخيل أن الراء هي آخر الكلمة فسكنت للجازم كما قالوا في لا أبال لم أبل تخيلوا اللام آخر الكلمة والمشهور التوجيه الأول وقرأ الأخوان ( خالق السماوات والأرض ) بصيغة اسم الفاعل والإضافة وجر الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      إن يشأ يذهبكم يعدمكم أيها الناس كما قاله جماعة أو أيها الكفرة كما روي عن ابن عباس بالمرة ويأت بخلق جديد . (19) . أي بخلق بدلكم خلقا مستأنفا لا علاقة بينكم وبينهم والجمهور على أنه من جنس الآدميين وذهب آخرون إلى أنه أعم من أن يكون من ذلك الجنس أو من غيره أورد سبحانه هذه الشرطية بعد أن ذكر خلقه السماوات والأرض إرشادا إلى طريق الاستدلال فإن من قدر على خلق مثل هاتيك الأجرام العظيمة كان على إعدام المخاطبين وخلق آخرين بدلهم أقدر ولذلك قال سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية