الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ( 107 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أعرض عن هؤلاء المشركين بالله ، ودع عنك جدالهم وخصومتهم ومسابتهم ( ولو شاء الله ما أشركوا ) ، [ ص: 33 ] يقول : لو أراد ربك هدايتهم واستنقاذهم من ضلالتهم ، للطف لهم بتوفيقه إياهم فلم يشركوا به شيئا ، ولآمنوا بك فاتبعوك وصدقوا ما جئتهم به من الحق من عند ربك ( وما جعلناك عليهم حفيظا ) ، يقول جل ثناؤه : وإنما بعثتك إليهم رسولا مبلغا ، ولم نبعثك حافظا عليهم ما هم عاملوه ، تحصي ذلك عليهم ، فإن ذلك إلينا دونك ( وما أنت عليهم بوكيل ) ، يقول : ولست عليهم بقيم تقوم بأرزاقهم وأقواتهم ولا بحفظهم ، فيما لم يجعل إليك حفظه من أمرهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

13737 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( ولو شاء الله ما أشركوا ) ، يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية