الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون .

                                                          (ثم) هنا على موضعها اللغوي من التباعد بين ما قبلها وما بعدها؛ إذ إن ذلك كان يقتضي الإيمان، ولا يقتضي الكفر، لقد جاروا إلى الله وحده، ولم يلتجئوا إلى غيره، ولكنهم بعد أن زالت كربتهم، وكشفت غمتهم أشركوا بربهم؛ ولذا قال: إذا فريق منكم بربهم يشركون

                                                          هذه (إذا) التي تسمى الفجائية، وهي التي يكون ما قبلها يدل على عدم توقع ما يجيء بعدها، إذ إن كشف الضر يوجب شكر المنعم والتضرع له وإفراده بالعبودية، فإذا كان الإشراك كان على مقتضى ما يتوقع، لقد ضرعوا إليه وحده في شدتهم، وفي رخائهم كفروا به وأشركوا معه غيره من أحجار أو ما يشبه الأحجار.

                                                          وعدل الله في حكمه أن جعل ذلك الكفر بالنعمة في بعض منهم، وليس في كلهم، وهم أولئك المشركون بمحمد، وقد أشار إلى أن هؤلاء ليسوا بكثرة الناس، ولكن دون الكثرة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية