الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قوله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره }

                                                                                                                                                                                                              بهذه الآية احتج الفقهاء على أن الأمر على الوجوب .

                                                                                                                                                                                                              وقد بينا في أصول الفقه أن الأمر صريح في الاقتضاء ، والوجوب لا يؤخذ من نفس الأمر ، وإنما يؤخذ من توجه اللوم والذم ، فالأمر مقتض ، واللوم والذم خاتم ، وذكر العقاب بالثأر مكبر ، يعد به الفعل في جملة الكبائر ، فلينظر تحقيقه هنالك .

                                                                                                                                                                                                              وقد قال جماعة : إن الأمر هاهنا بمعنى البيان من قول أو فعل وهو الصحيح والمخالفة تكون بالقول وبالفعل ، وكل ذلك يترتب على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ، فإن كان واجبا كانت المخالفة حراما ، وإن كان الأمر والفعل ندبا كانت المخالفة مكروهة ، وذلك يترتب على الأدلة ، وينساق بمقتضى الأحوال والأسباب القاضية عليه بذلك .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية