الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2308 ) مسألة : قال : ( ثم لا يزال يلبي إذا علا نشزا ، أو هبط واديا ، وإذا التقت الرفاق ، وإذا [ ص: 132 ] غطى رأسه ناسيا ، وفي دبر الصلوات المكتوبة ) يستحب استدامة التلبية ، والإكثار منها على كل حال ; لما روى ابن ماجه ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من مسلم يضحي لله ، يلبي حتى تغيب الشمس ، إلا غابت بذنوبه ، فعاد كما ولدته أمه } . وهي أشد استحبابا في المواضع التي سمى الخرقي ; لما روى جابر ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي في حجته إذا لقي راكبا ، أو علا أكمة ، أو هبط واديا ، وفي أدبار الصلوات المكتوبة ، ومن آخر الليل } . وقال إبراهيم النخعي : كانوا يستحبون التلبية دبر الصلاة المكتوبة ، وإذا هبط واديا ، وإذا علا نشزا ، وإذا لقي راكبا ، وإذا استوت به راحلته . وبهذا قال الشافعي .

                                                                                                                                            وقد كان قبل يقول مثل قول مالك : لا يلبي عند اصطدام الرفاق . وقول النخعي يدل على أن السلف ، رحمهم الله ، كانوا يستحبون ذلك ، والحديث يدل عليه أيضا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية