الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون

                                                                                                                                                                                                الضرورة : الحالة المحوجة إلى اللجأ . والاضطرار : افتعال منها . يقال : اضطره إلى كذا . والفاعل والمفعول : مضطر . والمضطر الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجإ والتضرع إلى الله . وعن ابن عباس -رضي الله عنهما - : هو المجهود . وعن السدي : الذي لا حول له ولا قوة . وقيل : المذهب إذا استغفر . فإن قلت : قد عم المضطرين بقوله : يجيب المضطر إذا دعاه وكم من مضطر يدعوه لا يجاب ؟ قلت : الإجابة موقوفة على أن يكون المدعو به مصلحة ، ولهذا لا يحسن دعاء العبد إلا شارطا فيه المصلحة . وأما المضطر فمتناول للجنس مطلقا ، يصلح لكله ولبعضه ، فلا طريق إلى الجزم على أحدهما إلا بدليل ، وقد قام الدليل على البعض وهو الذي أجابته مصلحة ، فبطل التناول على العموم خلفاء الأرض خلفاء فيها ، وذلك توارثهم سكناها والتصرف فيها قرنا بعد قرن . أو أراد بالخلافة الملك والتسلط . وقرئ : "يذكرون " ، بالياء مع الإدغام . وبالتاء مع الإدغام والحذف . وما مزيدة ، أي : يذكرون تذاكرا قليلا . والمعنى : [ ص: 466 ] نفي التذكر ، والقلة تستعمل في معنى النفي .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية