الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمره بعبادة خاصة؛ أتبعه بالعامة؛ فقال: واعبد ربك ؛ أي: دم على عبادة المحسن إليك بهذا القرآن؛ الذي هو البلاغ؛ بالصلاة؛ وغيرها؛ حتى يأتيك اليقين ؛ بما يشرح صدرك من الموت؛ أو ما يوعدون به؛ من الساعة؛ أو غيرها مما يود الذين كفروا معه لو كانوا مسلمين؛ قال الرازي في "اللوامع": وهذا دليل على أن شرف العبد في العبودية؛ وأن العبادة لا تسقط عن العبد بحال؛ ما دام حيا؛ انتهى؛ وقال البغوي: وهذا معنى ما في سورة "مريم" - عليها السلام - وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ؛ فقد انطبق آخر السورة - في الأمر باتخاذ القرآن بلاغا لكل خير؛ والإعراض عن الكفار - على أولها؛ أتم انطباق؛ واعتنق كل من الطرفين؛ الآخر والأول؛ أي اعتناق؛ والله الموفق للصواب؛ وإليه المرجع والمآب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية