الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          باب الوكالة بفتح الواو وكسرها اسم مصدر بمعنى التوكيل وهي لغة التفويض تقول وكلت أمري إلى الله ، أي فوضته إليه واكتفيت به وتطلق أيضا بمعنى الحفظ ومنه { حسبنا الله ونعم الوكيل } أي الحفيظ وشرعا ( استنابة جائز التصرف ) فيما وكل فيه ( مثله ) أي جائز التصرف ( فيما تدخله النيابة ) من قول كعقد وفسخ أو فعل كقبض وإقباض وجوازها بالإجماع لقوله تعالى { والعاملين عليها } أي الزكاة حيث جوز العمل عليها وهو بحكم النيابة عن المستحقين ولفعله صلى الله عليه وسلم ولدعاء الحاجة إليها إذ لا يمكن كل أحد فعل ما يحتاج إليه بنفسه .

                                                                          ( وتصح ) الوكالة معلقة ومنجزة و ( مؤقتة ) كأنت وكيلي شهرا أو سنة .

                                                                          ( و ) تصح ( معلقة ) نصا كوصية وإباحة أكل وقضاء وإمارة كقوله : إذا قدم الحاج فبع هذا أو إذا دخل رمضان فافعل كذا وإذا طلب أهلي منك شيئا فادفعه لهم ونحوه ( و ) تصح وكالة ( بكل قول دل على الإذن ) نصا كبع عبدي فلانا أو أعتقه ونحوه أو فوضت إليك أمره أو جعلتك نائبا عني في كذا ، أو أقمتك مقامي ; لأنه لفظ دل على الإذن فصح كلفظها الصريح قال في الفروع : ودل كلام القاضي على انعقادها بفعل دال كبيع وهو [ ص: 185 ] ظاهر كلام الشيخ فيمن دفع ثوبه إلى قصار أو خياط ، وهو أظهر كالقبول

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية