الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 225 ] 185 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : إذا اختلفتم في طريق فاجعلوه سبعة أذرع

1188 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا اختلفتم في طريق فاجعلوه سبعة أذرع .

1189 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال : حدثنا أسد بن [ ص: 226 ] موسى قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا اختلفتم في سكة فاجعلوا سبع أذرع ، ثم ابنوا .

1190 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه قال : سمعت الزبير بن الخريت يحدث عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اختلف الناس في طرقهم أنها سبعة أذرع .

1191 - حدثنا أبو أمية قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا المثنى بن سعيد قال : حدثنا قتادة ، عن بشير بن كعب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا تدارأتم في طريق فاجعلوه سبع أذرع .

[ ص: 227 ]

1192 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى ، عن المثنى بن سعيد ، عن قتادة ، عن بشير بن كعب ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا اختلفتم في الطريق فدعوا سبع أذرع .

1193 - حدثنا محمد بن خزيمة قال : حدثنا المعلى بن أسد قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار ، عن خالد الحذاء ، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا اختلف في الطريق جعل على سبع أذرع .

[ ص: 228 ] قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث ، فلم نجد له معنى أولى أن يحمل عليه ، وأن يصرف وجهه إليه من الطرق المبتدأة إذا اختلف مبتدؤوها في المقدار الذي يوقفونه لها من المواضع التي يحاولون اتخاذها فيها كالقوم يفتتحون المدينة من مدائن العدو ، فيريد الإمام قسمها بينهم ويريد مع ذلك أن يجعل فيها طرقا لمن يحتاج إلى أن يسلكها من الناس إلى ما سواها من البلدان ، ولا يجدها مما قد كان المفتتحة عليهم أحكموا ذلك فيها فيجعل سعة كل طريق منها سبع أذرع على ما في هذه الآثار .

ومثل ذلك أيضا الأرض الموات يقطعها الإمام رجلا ، ويجعل إليه إحياءها ودفع طريق منها لاجتياز الناس فيه منها إلى ما سواها ، فيكون ذلك الطريق كذلك سعته هذا المقدار .

ولم نجد لهذا الحديث معنى هو أولى به من هذين المعنيين ، والله أعلم بمراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها . وإياه نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية