الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1809 - مسألة : وكل من سمع إنسانا يخبر بحق لزيد عليه إخبارا صحيحا تاما لم يصله بما يبطله ، أو بأنه قد وهب أمرا كذا لفلان ، أو أنه أنكح زيدا ، أو أي شيء كان ، [ ص: 535 ] فسواء قال له : اشهد بهذا علي أو أنا أشهدك أو لم يقل له شيئا من ذلك ، أو لم يخاطبه أصلا ، لكن خاطب غيره ، أو قال له : لا تشهد علي فلست أشهدك - كل ذلك سواء - وفرض عليه أن يشهد بكل ذلك .

                                                                                                                                                                                          وفرض على الحاكم قبول تلك الشهادة والحكم بها ; لأنه لم يأت قرآن ولا سنة ، ولا قول أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - ولا قياس بالفرق بين شيء من ذلك .

                                                                                                                                                                                          وقال أبو حنيفة لا يشهد حتى يقال له : اشهد علينا .

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد : وكذلك إن قال الشاهد للقاضي : أنا أخبرك ، أو أنا أقول لك ، أو أنا أعلمك ، أو لم يقل : أنا أشهد - فكل ذلك سواء - وكل ذلك شهادة تامة فرض على الحاكم الحكم بها ; لأنه لم يأت قرآن ، ولا سنة ، ولا قول صاحب ، ولا قياس ، ولا معقول : بالفرق بين شيء من ذلك - .

                                                                                                                                                                                          وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          فإن قيل : إن القرآن ، والسنة وردا بتسمية ذلك شهادة .

                                                                                                                                                                                          قلنا : نعم ، وليس في ذلك أنه لا يقبل حتى يقول : أنا أشهد فقد جعلنا معتمدنا وجعلتم معتمدكم في رد شهادة الفاسق قول الله تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } .

                                                                                                                                                                                          - فصح أن كل شهادة نبأ ، وكل نبأ شهادة وكلاهما خبر ، وكلاها قول ، وكل ذلك حكاية - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية