الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون

                                                                                                                                                                                                لم تلحق علامة التأنيث بفعل العاقبة ؛ لأن تأنيثها غير حقيقي ؛ ولأن المعنى : كيف [ ص: 470 ] كان آخر أمرهم ؟ وأراد بالمجرمين : الكافرين ، وإنما عبر عن الكفر بلفظ الإجرام ليكون لطفا للمسلمين في ترك الجرائم وتخوف عاقبتها ألا ترى إلى قوله : فدمدم عليهم ربهم بذنبهم . وقوله : مما خطيئاتهم أغرقوا . ولا تحزن عليهم لأنهم لم يتبعوك ، ولم يسلموا فيسلموا وهم قومه قريش ، كقوله تعالى : فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا . في ضيق في حرج صدر من مكرهم وكيدهم لك ، ولا تبال بذلك فإن الله يعصمك من الناس . يقال : ضاق الشيء ضيقا وضيقا ، بالفتح والكسر . وقد قرئ : "بهما " . والضيق أيضا : تخفيف الضيق . قال الله تعالى : ضيقا حرجا قرئ مخففا ومثقلا ويجوز أن يراد في أمر ضيق من مكرهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية